بالشراكة مع جامعة دارالحكمة، المؤسسة التعليمية الرائدة الخاصة بالإناث في المملكة العربية السعودية، استضافت منصة 'إبراز' الإلكترونية ندوة بيوم واحد بعنوان "الفن العالمي المعاصر وشبكاته". ويندرج تنظيم هذا اليوم من المحاضرات وجلسات النقاش في إطارالفعالية السنوية 'أسبوع جدة للفنون' ، والذي امتد من 1 إلى 6 فيفري/ فبراير.
وتهدف مبادرة 'أسبوع جدة للفنون' ، وهي مبادرة للفن المعاصر أسستها لينا لزعر، إلى تعزيز المشهد الفني في جدة والمملكة العربية السعودية، الذي ما فتئ يشهد ازدهارا متناميا. وقد ركز الأسبوع، الذي ينتظم للسنة الثانية على التوالي، بشكل خاص على الفعاليات المجتمعية والأنشطة الشاملة والمتاحة لأوسع جمهور ممكن. وكانت الندوة هي الأولى من نوعها في المملكة ، حيث وُجهت دعوة للجميع واستقطبت مجموعة رفيعة المستوى من المتدخلين والمشاركين الدوليين والمحليين.
وافتتحت الندوة رئيسة دار الحكمة ، د. سهير قريشي ، بالترحيب بالضيوف والمتدخلين، مشددة على أهمية الفنون بالنسبة للثقافة الأكاديمية بالجامعة وضرورة زيادة الوعي والتعليم في هذا المجال. ثم قدمت الدكتورة قريشي لينا لزعر ، مؤسسة 'أسبوع جدة للفنون' ، التي تحدثت عن أهداف وطموحات هذا الأسبوع الفني على المدى الطويل، قبل أن تترك الكلمة للدكتور أنتوني داوني، الذي ألقى المحاضرة الإفتتاحية لليوم تحت عنوان 'ما هو الفن المعاصر؟'.
واقترح الدكتور توني داوني على الجهور المتابع للمحاضرة ما أسماه "دليلًا منحازا جدًا" لتطور الفن المعاصر، مستهلا محاضرته بعرض لوحات للفنان 'مارك روثكو' من منتصف القرن العشرين ، ثم أعمالا لكل من باربرا كروجر وغيرهارد ريشتر وأندي وارهول. وناقش المحاضر مسائل أكثر اتساعا وشمولية من ضمنها متطلبات السوق وسياسة الإنتاج، مستشهدا بصور لأعمال لداميان هيرست وتاكيشي موراكامي وأي وايواي.
الفن العالمي المعاصر وشبكاته ، جامعة دار الحكمة ، (من اليسار إلى اليمين) داليا إسلام (مادر راد) ، ليليا بن صالح (قاعة عرض المرسى) ، فيصل سمرة (فنان) ، إدوارد جيبس (دار سوثبيز للبيع بالمزاد العلني ) ، خالد السماوي (قاعة العرض 'أيام').
على إثر ذلك، انضم المختصون الدوليون إدوارد جيبس، من دار سوثبي وداليا إسلام ومديرو المعارض الفنية خالد السماوي (قاعة أيام) وليليا بن صالح من تونس (قاعة المرسى) إلى الفنانين السعوديين المحليين، عبد الناصر غارم وفيصل سمرة في مداولة (حلقة نقاش) بعنوان 'الفن المعاصر والسوق'. وترأس المناقشة كل من أنتوني داوني ولينا لزعر، وتناول النقاش بالدرس قضايا تنامي الطلب على الاعمال الفنية من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتأثير هذا النمو على ممارسات الفنانين. وتحدث السماوي عن الحاجة إلى دعم تجاري أكبر للفنانين في المنطقة، دون تدخل من الحكومات، في حين تحدث غارم عن تجاربه مع دورالمزاد في بداية مسيرته المهنية، موردا مجموعة من الطرائف.
وتولت الصحفية ريما المختار(صحيفة 'عرب نيوز' السعودية، الناطقة بالإنقليزية) دور المستجوبة وطرحت أسئلة على المشاركين في المداولة مما أثار نقاشات مثمرة ومتنوعة.
وفي محاضرته الثانية اختار الدكتور أنوتني داوني تحويل محور الاهتمام بعيدا عن الغرب، مُركزا على الفن المعاصر في الشرق الأوسط / شمال إفريقيا / المملكة العربية السعودية. وجادل بأنه من المهم جدّا، عند الحديث على مراكز الإنتاج الثقافي الكبرى في العالم، مثل لندن ونيويورك وباريس، الاعتراف أيضًا بأهمية بغدا د والقاهرة وبيروت وساو باولو. وعلى إثر التعرض لذكر عدد من الرسامين المعاصرين مثل شريف عبود وسلوى روضة شقير، انتقل المحاضر الى الحديث عن فن الخط بمختلف اتجاهاته من التقليدي إلى المعاصر، مُعرّجا بعد ذلك على تطور التصوير الفوتوغرافي على أيدي الفنانين الإيرانيين والفلسطينيين واللبنانيين.
الفن العالمي المعاصر وشبكاته ، جامعة دار الحكمة، (من اليسار إلى اليمين) عهد كامل (ممثلة / مخرجة) ، أنطونيا كارفر (آرت دبي) ، آلاء إدريس (رواق الفنون، جامعة نيويورك) ، جوديث جرير (مؤسسة الشارقة للفنون) ، ستيفن ستابلتون (آدج أوف أريبيا) ، أحمد مطر (فنان).
وواصلت الجلسة الأخيرة من اليوم، وموضوعها 'مؤسسات الفن المعاصر في الشرق الأوسط'، التركيزعلى المنطقة. وشارك في النقاش كل من أنطونيا كارفر، مديرة 'آرت دبي' ، وجوديث غرير من 'مؤسسة الشارقة للفنون' ، والفنان السعودي أحمد مطر، وستيفن ستابلتون من 'آدج أوف أريبيا' ، وآلاء إدريس رواق الفنون بجامعة نيويورك/ أبوظبي. وقدم كل محاور نظرته الخاصة حول تطور المؤسسات الفنية في مختلف أنحاء العالم العربي خلال العقد الماضي، وأجمع المحاضرون على أن تدعيم تعليم الفنون في المنطقة يعتبر ضرورة حيوية. وسلطت المخرجة والممثلة السعودية عهد كامل الضوء على ندرة مؤسسات صناعة الأفلام في المملكة العربية السعودية ، منخرطة في نقاش مثير للاهتمام مع أحمد مطر حول الصعوبات التي واجهها والنجاحات التي أحرزها كفنان في المملكة العربية السعودية.
وتُوج اليوم بجلسة أسئلة وأجوبة، مما فتح باب المناقشة بشكل أكبر وسمح للجمهور العريض والمتحمسين بطرح أسئلة وتعليقات ذكية وصعبة على المتدخلين.
جامعة دار الحكمة
فيفري/فبراير 2014