الفكرة العامة
نحن في بداية دورة جديدة لا يمكننا بعد أن نضع أنفسنا فيها. أول تجاربها الواضحة هي التحولات في العلاقة بين الداخل والخارج؛ في المسافة بين يوم وآخر، بين ما هو خاص وعام وسياسي. في الوقت نفسه، تنمو معان جدية للرعاية والحماية والضعف والتفاؤل والوحدة والاستعراض، ولبناء العلاقات
الشرفات بمثابة فتحات عامة للقطاع الخاص. يبدو أنها حيث ينتهي المنزل، ولكن ليس بعد. في تاريخهما السياسي ، كانا كلاهما مدرجات من الانفتاح والانغلاق، الأمل والسلطوية، أعلى درجات الغرام وأعلى درجات الاكتئاب. الشرفات اليوم هي العتبات التي يمكننا من خلالها مواجهة العالم أثناء حبس المنزل، وهو آمن وسليم للبعض وحبس للبعض الآخر. إنها مخارج طارئة لأخذ نفس من الهواء النقي أو لالتقاط لحظة من أشعة الشمس أو للتدخين. في حين أن حرية التنقل لدينا معلقة، فإنها تصبح مواقع فريدة للأداء اليومي أو حتى التعبئة المدنية. لكل مدرسة معمارية طريقتها الخاصة في تصميم الشرفات ولكل شخص طريقته الخاصة في التعاطي معها
ربما تكون طريقة الانقاذ الوحيدة من الجنون هي تحويل هذا الفضاء من فضاء خاص إلى فضاء عام. هو بحث عن أمكانية التواصل من خلال الأصوات التي نصدرها، إضاءة منازلنا، موسيقانا، ألوان ستائرنا. الآن نحن في بناء معماري مختلف، المنزل لم يعد للاختباء ولنحظ بلحظة هادئة، بل هو المساحة والمرأة التي نحتاجها كما يحتاجها الأخر لنتأكد أننا لسنا وحدنا في هذا العالم وأنه مازال هناك إمكانية للتواصل، هذا السؤال الأزلي الذي مازال معنا مذ دعست أقدامنا هذه الأرض، وأنه مازال هناك أحياء لديهم أمل بالغد ومازال لدينا الخيار بالاستيقاظ في الصباح الباكر ووضع جدول للأعمال اليومية وأنه مازال للوقت معنى، مازال هناك مستقبل وشخص مهتم بنا
فكرة المشروع
عرض مسرحي مبني على فضاء شرفات منازل أحد أبنية السنترفيل ( مع امكانية تغيير المكان بما يتوافق مع الظروف الراهنة)، يكون العرض بمثاية مساحة أختبار لامكانية التواصل من خلال هذا الفضاء عبر نصوص مكتوبة من قبل الممثلين ونصوص جاهزة. كما أنه أختبار على قدرة الأصوات البشرية والأصوات الاعتيادية التي تخرج من المنازل على خلق فضاء حيوي تواصلي مع الأخر. كما أنه تجربة أداء مختلفة من حيث امكانية أختبار آليات جديدة من تواصل بين الممثلين وبين المخرج وفريق العمل، ومن ثم مع الجمهور، بغياب وجودهم المادي في فضاء موحد