كوفيد 19... من الألف الى الياء
تقدم هذه الأبجدية المرفوقة بصور عددا من الحقائق المتعلقة بفترة الحجر الصحي الشامل في تونس. وهي ليست بسجل وقائع ولا هي بمذكرات أو يوميات خاصة، ومع ذلك فإنها تعكس قراءة شخصية للأحد اث التي جرت. لذلك فهي تُعتبر بمثابة الشهادة.
يقول السالمي "من كتاب الأبجدية ، استلهمت جملة من المبادئ هي الرصانة والإيجاز والقوة التعبيرية. غير أن عملي، بعيد عن كل تبسيط للحقائق ويسعى الي تسليط المزيد من الضوء عليها. وإن هيكله الرسومي المقلص الى الحد الأدنى، وترتيبه ( الترتيب الأبجدي) يعدّ وسيلة تتيح فهم الفوضى العامة السائدة بشكل أفضل. ويحتفظ التصميم البدائي إلى حد ما و"الساذج" بصفة متعمدة، يحتفظ بكل إمكاناته كنقطة انطلاق للتفكير النقدي والبناء. أما فيما يتعلق بالألوان ، فقد استوحيتها من الألوان المعتمدة في كتب الأطفال القديمة. ويعود هذا الخيار الى الحنين الذي أشعر به إزاء هذه الكتب، حيث تمثل بالنسبة لي نهاية حقبة. ولكن هذا الخيار يعود أيضا إلى الرغبة في إدخال شيء من البهجة على حياة يومية تطغى عليها الكآبة والتوتر بشكل متزايد من خلال الصور الملونة التي تبث القليل من النضارة والأريحية في نفس القارئ.
ولئن كان عملي 'كوفيد 19 من الألف الى الياء' موجه بالأساس الى بني وطني ، إلا أنه حقق نجاحًا خارج الحدود التونسية. وبمرور الزمن والإصدارات، أصبح هذا العمل نافذة مفتوحة على العالم ، ذلك أن العالم أصبح يقاسمنا نفس الاهتمامات ونفس الأولويات.
عثمان السالمي
مؤلف ورسام مصمم للقصص المصورة من تونس. تخرج من المدرسة العليا للفنون الجميلة بتونس وبدأ حياته المهنية في مجال الإعلان كرسام كاريكاتير صحفي، ونعثر في رسوماته الحالية على أثر لهذا الفن. برسومه ذات الخطوط البسيطة وألوانه زاهية ونصوصه الجذّابة االمفعمة بالفكاهة والسخرية ، يُسمع عثمان السالمي صوته من خلال الكلمة والصورة ويُعيد رسم موطنه تونس بمنتهى الحرية.
الفنان عثمان السالمي الذي يعمل حاليا كمدير فني ومدير إبداعي ، من دعاة العمل الجماعي والتعاون بين الفنانين