اتّخذ المشروع شكله النّهائيّ وتبلور في سلسلة من السّاعات الّتي قمت فيها بإدماج برمجيّة حاسوب اعتباطيّة كان قد تمّ استعمالها سلفا، حيث تؤثّر البرمجيّة على الوتيرة المنتظمة لقياس الوقت. وقد وقع اختياري على ساعات عتيقة تعود إلى الخمسينيّات من القرن الماضي، إذ شهدت تلك العشريّة نهاية صنع السّاعات الميكانيكيّة وبداية عصر ساعات الكوارتز الّتي تتميّز بدقّة لا متناهية. كما تمّ في نفس الفترة صنع أوّل ساعة سيزيوم ذرّيّة، حيث يمثّل تذبذب ذرّة السّيزيوم إلى يومنا هذا الأداة المستعملة لقيس الزّمن. وإلى حدّ الآن قمت بإنجاز أربع ساعات من نفس الطّراز.
سيرة الفنان
ولد فيصل بغريش في العام 1972 بمدينة سكيكدة في الجزائر، وهو حاليّا يعيش ويعمل في باريس. في عام 1991 تحصّل بغريش على ديبلوم في الفنون الجميلة من لافيلا آرسون، في نيس، وإجازة في الفن الدّرامي من صوفيا أنتيبوليس في نيس أيضا. وفي سنة 2001 حاز على شهادة ماجستير في الإبداع المتعدد الوسائط من المدرسة الوطنيّة للفنون الجميلة بباريس. وكان بغريش قد لعب دورا فعّالا في تأسيس إقامة للفنانين في لافيلا دي لافوار في العاصمة الفرنسيّة، كما أنّه عضو مؤسّس لهيكل أمناء المتاحف والمعارض (curators) يطلق عليه اسم «المفوّضيّة» Le Commissariat.
على مدى عقد من الزّمن قام بغريش بعرض أعماله على نطاق واسع في كلّ من فرنسا وخارجها، بما في ذلك «نشوة بروكلين» (Brooklyn Euphoria)في نيويورك، مهرجان داشانزي للفنون في بيكين، «قوة الفنّ» (La force de l'Art 2009) و«الليلة البيضاء» (La Nuit Blanche) في باريس و«ربيع أيلول/سبتمبر» (Le Printemps de Septembre) في تولوز. كما شارك سنة 2011 في معرض البندقيّة الرّابع والخمسين كجزء من الجناح العربيّ في المعرض تحت عنوان «مستقبل وعد» (The Future of a Promise). وقد تمّ عرض أعماله كذلك في بينالي «غوانجو» وفي عدد من مراكز الفنون في العالم، مثل متحف الفنّ المعاصر في مدينة هيوسن، ومركز الفنّ المعاصر في لوس أنجلوس، وجمعيّة الفنون في بيلفيلد في ألمانيا، وفضاء الفنّ «الرّواق» في البحرين، ومتحف الفنّ الحديث في الجزائر العاصمة، وبينالي داكار سنة 2014.