امتدّت الفترة الّتي قامت فيها الجمهوريّة العربيّة المتّحدة بين 1958 و1971، وفي هذه الفترة القصيرة والمليئة بالأحداث تبلورت تصوّرات فنّيّة محسوسة ومفاهيميّة لهذه الجمهوريّة ومؤسّسها جمال عبد النّاصر في شكل أشياء وتصوّرات عابرة كان من الضّروريّ جمعها. وفي ذات الوقت الّذي "يشدّد فيه المشروع على أهمّيّة مدلول الأشياء غير المرئيّة، أو بالأحرى كبح جماح المرئيّ عند عمليّة المشاهدة" فإنّه يحاول البحث كذلك عن المكان والقيمة في تشكيل المجموعة الفنّيّة.
وهناك بين الصّور المتكدّسة الّتي تتعلّق بالعلاقات الوطنيّة والدّوليّة والشّعارات وصور الدّعاية الإخباريّة وسياسات الدّول المعروضة على الصّفحات الأولى للمجلاّت، وومضات جريئة لعناوين صحف على صفحات متأكسدة، ومجموعات من أعمال فنّيّة لفنّانين وكتّاب رائعين وخصومهم، وطوابع بريديّة مذهّبة، وأشرطة السّجائر الفاخرة، وصور ثلاثيّة الأبعاد مصنوعة يدويّا نجد كتابا للأطفال وجدته في مكتبة بعمّان عنوانه «بابا جمال» وكانت قد نشرته دار المعارف بالقاهرة. وهذا الكتاب هو من أفضل الكتب الموجودة على السّاحة الأدبيّة والّذي يشرح معنى الجمهوريّة العربيّة المتّحدة لأطفال تلك الفترة وفي كلّ الأوقات.
والعمل المعروض هو إعادة إنتاج لبعض الصّفحات المختارة من هذا الكتاب. وفيها نشاهد بعض الكلمات والشّخصيّات تغادر مسرح الحكاية لتفسح المجال للصّور والمنتجات المتعلّقة بالجمهوريّة العربيّة المتّحدة.
سيرة الفنان
آلاء يونس فنانة ومنسقة. ولدت في الكويت وتقيم في عمان، تحمل شهادة في العمارة من الجامعة الأردنية. تستند يونس في مشاريعها الفنية إلى أبحاث في الفن والاجتماع والسياسة، وتنسج من تفاصيل تجدها في السياقات التاريخية والتجارب الشخصية عروضاً في الفن أو الأفلام أو المطبوعات. عرضت أعمالها في معهد العالم العربي (٢٠١٣)، في المتحف بالدوحة وبينالي غوانغجو التاسع وترينالي نيوميوزيوم بنيويورك (٢٠١٢)، وفي بينالي اسطنبول الثاني عشر (٢٠١١)، ومنتدى أشغال داخلية ببيروت (٢٠١٠)، وفي دارة الفنون بعمان (٢٠٠٩)، فوتو كايرو ٤ في القاهرة (٢٠٠٨) وبينالي الاسكندرية لكتاب الفنان، وغيرها من المعارض والبيناليات الدولية. حصلت على جائزتي صالون الشباب السابع عشر في القاهرة (٢٠٠٥) ومعرض الفنانين التشكيليين الأردنيين في عمان (٢٠٠٥). من المنشورات «جنود من حديد» (٢٠١٣) وهو كتاب فني حول إرث وتحولات المقاتلين، شارك في مواده أفراد من خلفيات متنوعة، وكتاب «من الإبرة للصاروخ» (٢٠٠٩) عن اكتساب منتجات محلية (مشروع الصناعة) شخصيات ملموسة في ذهن الأفراد الذين استخدموها.