أفقت من النّوم شيئا فشيئا وكان الجوّ شديد الوطأة ومفعما بضرب من الصّفح والمغفرة.. ولكن الصّفح عمّن ولماذا فقد كان أمرا غير واضح الملامح. كان كلّ من حولي من المساعدين يحاول تفسير أحلامي والتّنبّؤ بالقادم من الأحداث السّياسيّة. لقد كانوا يشبعون رغباتهم من خوف النّاس من تجدّد العنف ومن توقهم للإستقرار. كانوا يتنبّؤون بكثير من الاغتيالات والانفجارات والمظالم.
أخذ الإحساس يتملّكني وبشكل متزايد بأنّ الصّور الّتي راودتني في أحلامي لم تكن البتّة استعادة لذكريات رأيتها في منامي, بل كانت رؤى تشكّلت وتطوّرت بشكل واسع خلال النّهار وفي العديد من المواقع في آن واحد. كانت الرّسومات والتّسجيلات والألواح القديمة تشير إلى وجود سعي نحو نوع جديد تماما من صيانة وحفظ الاثار, ولكنّ عمليّة إعادة التّرميم لاحت وكأنّها تتميّز بالشّراسة وتفتقر إلى البراعة والفنّ: عمليّة تهدّد سلامة الوعاء ومحتوياته وتجعلها تتاكل وتصدأ.
.
سيرة الفنان
هايغ أيفازيان هو فنان وكاتب وقيم يقيم حاليا في بيروت. عمله يتضمن أعمالا كتابية ونحتية وفيديو وعروض أدائية ورسومات سعيا منه للتحرك بحرية بين الشخصي والجيو سياسي، الماكرو والميكرو في البحث والسرد، والبحث عن منافذ أيديولوجية وطرق مختصرة. أيفازيان هو قيم مساعد لبينالي الشارقة العاشر 2011 وكتاباته نشرت في عدد من الدوريات منها بدون،آدباسترز، فيوز، آمكا، وآراب ستاديز جورنال.