«لا» هي قناتا فيديو أنستاليشن تظهر واحدة منهما جوقة من التونسيين داخل كنيسة أنجليكانية على شاشة عرض تتراوح أبعادها بين 300 سم عرضا و 170 سم طولا في الجهة الأولى. وفي الجهة الثانية شاشة أصغر بقياس 70 سم / 52 سم، تعرض فماً بالحجم الطبيعي وهو ينشد. التجهيز يظهر الحوار غير المتناسب بين الحشد، الذي يبدو بلا سلطة غير سلطة العدد، وسلطة الصوت المفرد اللاشخصي.
العمل يركز على مسار نيل التأشيرة الصارم الذي يضطر الكثيرون للدخول فيه من أجل الدخول إلى بريطانيا، ويصنع رسما بيانيا بين هذه القواعد المعاصرة ومحاكم تفتيش القرون الوسطى، حيث كان القضاة القساة يصدرون أحكامهم القاسية من دون أن يتسنى للمذنبين تقديم مرافعة عادلة عن أنفسهم.
تتموضع المسألة داخل كنيسة أنغليكانية وتتحول إلى ابتهال يذكر باعتراف المؤمن أو طلب الشفاعة. وتستحث تناقضا بيناً بين طقوس قديمة ومسار رسمي للمجتمعات الحديثة. حيث في الكنيسة يُسأل الناس لمن يصلون وبمن يؤمنون، وتقوم سلطات المعابر الحدودية البريطانية بالتحقيق مع الناس حول، ليس إذا ما كانوا ذوي سوابق جرمية أو إرهابية، بل أيضا إذا كانوا قد ارتكبوا أي جريمة من مخالفة قوانين السير إلى المشاركة في التطهير العرقي.
«لا» أيضا يأخذ في اعتباره أفكار التسامي واللزوم، حيث تبدو تركيبة الفيلم موقوفة لتبيان الانزياح بين الصوت البيروقراطي الذي يسود الحدود الطبيعية التي قد نضطر لعبورها، والحدود فوق الطبيعية بين الحياة وما يمكن أن يكون موجودا بعد انتهائها.
زمن الإنتاج: «لا» تم إنجازه في العام 2012، وعرض لأول مرة في بينالي ليفربول. وسيتم عرضه أيضا في معرض ينظمه باليه دو طوكيو نوفيل فاغ أكسيبيشن. كما سيعرض في غاليري كلودين بابيون ابتداء من 22 حزيران / يونيو هذا العام.
سيرة الفنان
ولدت نادية الكعبي لينك في العام 1978 من أمّ أوكرانيّة وأب تونسيّ. زاولت دراستها في معهد الفنون الجميلة بتونس (1999) وتحصّلت على دكتوراه من جامعة الصّوربون بباريس (2008). وتندرج تنصيباتها والأشياء الّتي تستخدمها وأعمالها التّصويريّة في إطار حضريّ تتخلّله ذاكرة الهويّات الجغرافيّة والسّياسيّة الّتي تقوم ببنائها. ومن آخر عروضها الفرديّة «لا أحد يضرّني» (No One Harms Me) سنة 2013 في كلكوتا بالهند، و«الأسود هو الأبيض الجديد» (Black is the New White) سنة 2012 في دبي، و«تاتور/موقع الجريمة» سنة 2010 في برلين. كما شاركت أيضا في معارض جماعيّة في متحف الفنّ الحديث بنويورك، ومركز الفنون June Paik في سيول سنة 2013، وفي بيينال ليفربول، ومتحف Herbert F Johnson في إيثاكا بنويورك، والبيينال الرّابع والخمسون في البندقيّة سنة 2011. وتنتمي أعمالها الفنّيّة إلى عديد المجموعات العموميّة ةالخاصّة، بما فيها مجموعة متحف الفنّ الحديث في نيويورك (MoMA).