للعام الثّاني على التّوالي يعود إلى تونس من جديد مهرجان «جوّ» للفنون الّذي تنظّمه لينا الأزعر والّذي يهتمّ بالفنون والثّقافات المحلّيّة. وتضمّن برنامج هذا العام معارضا لأعمال فنّيّة لمبدعين من الجهات الدّاخليّة وزيارات لأروقة فنّيّة محلّيّة بالإضافة إلى يوم للنّقاش وتبادل الآراء. وفتحت أروقة الفنون في سيدي بوسعيد أبوابها للزّائرين عشيّة التاسع من ماي وانتظم حفل كوكتيل للضّيوف المدعوّين.
وكان ملتقى الفنون والثّقافة في المغرب العربيّ قد التأم في المتحف الوطنيّ بباردو في العاشر من ماي كجزء من فعاليّات مهرجان «جوّ». وقد اهتمّ هذا الملتقى الّذي بلغ دورته الثّالثة بمراكز الفنّ الحديث داخل المغرب العربيّ وخارجه. كما دعي إليه متحدّثون من الدّاخل والخارج للتّحاور حول نشاطات مؤسّساتهم الثّقافيّة وسبل تطويرها.
وكان قد افتتح الملتقى السيّد المنصف بن موسى مدير المتحف الوطنيّ بباردو في تونس. إثرها ألقى كمال الأزعر صاحب مؤسّسة Kamel Lazaar Foundation كلمة ترحيب بالضيوف. وبعد أن شكر السّيّد الأزعر كلّ المشاركين، بما فيهم أولئك الّذين قطعوا مسافات طويلة للحضور في هذا الملتقى، شدّد على أهمّيّة مواصلة الحوار والتّثاقف بين مختلف البلدان في المنطقة. ولاحظ السّيّد الأزعر أنّه بالرّغم من أنّ بعض المسائل تخصّ فقط منطقة المغرب العربيّ فإنّ هذا الملتقى لا يهتمّ على وجه التّحديد بالقضايا الإقليميّة بل بالمسائل العالميّة الّتي لها تأثير مباشر على كلّ المؤسّسات. وأضاف أنّ الهدف الأسمى لمثل هذه النّدوات هو نقل واستقدام السّياق العالميّ إلى المنطقة.
وقد عملت الجلسة الأولى في اليوم الأوّل على تقريب ولمّ شمل مراكز الفنّ في المغرب الأقصى والجزائر وفرنسا في إطار نقاش حول التكامل الثّقافيّ والمشاركة المدنيّة اداره معز سفطة من المعهد العالي للفنون الجميلة. وقد تحدّث رضا موالي من دار المأمون بمرّاكش عن مفهوم المواطنة في المغرب العربيّ وارتباطه بالممارسات الإبداعيّة. كما أكّد على أنّ مركز الفنون مصدر قوّة حيويّ لنحت الهويّة وتشريك المجتمع المدنيّ. ثمّ ألقى جميل عيساني من المتحف الوطنيّ للماء كلمته وتبعته عقيلة قودجيل وهي من جمعيّة ضفاف الفنون. وقامت عقيلة قودجيل بعرض مصوّر لبرنامج الإقامة الّذي تديره في مرسيليا والّذي يمنح الفنّانين من شمال إفريقيا فرصة السّفر والتّرحال من أجل تطوير تجاربهم عبر هذا التّبادل.
وبعد فترة استراحة قصيرة اجتمع ثلاثة متدخّلين لمواصلة الحديث عن المشاركة الاجتماعيّة والمدنيّة في مجال الفنون. وتحدّث عادل السعدني عن مشاكل السّياسات العامّة في المغرب الأقصى ودعا إلى تأسيس بنية تحتيّة ثقافيّة أكبر في المغرب العربيّ وذلك لتنمية الموارد البشريّة ولمزيد من الإدماج الاجتماعيّ. وفي السّياق نفسه وصف محمد المرابطي كيف أصبحت قرية الفنّانين «المقام» في المغرب إقامة فنّيّة على سفح جبال الأطلس رغم النّقص في الهيكلة ودعم الدّولة.
بعد ذلك قدّم محمد سلطان عن مركز بشيرة التريكي للفن لمحة عن عمل هذا المركز في تونس. تبع ذلك مداخلة مديرة دار الفنون بتونس فاتن محواشي الّتي قامت بوصف النّشاطات الثّقافيّة لجمعيّتها و من بينها تسهيل الوصول إلى المعرفة بالنّسبة إلى الفنّانين. وبشكل عام فإنّ النّقاشات خلال النّصف الأوّل من اليوم أفضت إلى جدال مفعم بالحيويّة بين المتدخّلين وحسن متابعة ومشاركة من طرف الحاضرين.
وبعد فترة الاستراحة المخصّصة للغداء انصبّ الاهتمام حول الفنّ التّشاركيّ والفضاءات الخلاّقة في جلسة ترأّستها ماري مونيك ستيكل مديرة المعهد الفرنسيّ FIAF. وانضمّ فانسان بويغ من معهد البحوث والابتكار بمركز جورج بومبيدو بباريس إلى المبدع المغربيّ حسن الدّارسي في التّساؤل عن الدّور الّذي يمكن للفنّ والفنّانين أن يقوم به في التّأثير على التّغيّرات الاجتماعيّة. ومن بين المتدخّلين الاخرين إليزابيث سيستور من متحف الحضارات الأوروبيّة والمتوسطيّة بمرسيليا وكذلك مؤرّخ الفنّ بول فان دير بروك من النتحف الملكي بانجيه (بلجيكا) الّذي أعطت مداخلته لمحة عن الممارسات الفنّيّة الحديثة والمعاصرة في المغرب وتونس من العام 1994 إلى 2014.
وكانت الجلسة الأخيرة من الملتقى تحت عنوان «تثقيف المؤسّسات المستقبليّة» وقد قام بتنظيمها منتدى «إبراز» www.ibraaz.org الّذي جمع بين خبرات مديرين من ثلاثة مؤسّسات عالميّة وهم: أرون سزار مدير مؤسّسة دلفينا في لندن و دينا مطر مديرة مركز الإعلام والدّراسات السّينمائيّة في معهد الدّراسات الإفريقيّة والشّرقيّة بجامعة لندن وماري موراسيولي المديرة الّتي تولّت مؤخّرا مركز الفنون في بيروت.
وكان رئيس التّحرير لمنتدى إبراز أنتوني داوني قد استهلّ خطابه بتقديم أعمال المنتدى قبل أن يعطي الكلمة للمتدخّلين الّذين بدورهم قاموا الواحد تلو الاخر بإعطاء لمحة عن أعمال جمعيّاتهم. أرون سزار ألقى مداخلة حول مفهوم إقامة الفنانين وفرص الإبداع المشترك الّتي يمكن أن توفّرها مثل هذه الإقامات. وفي نفس الإطار تحدّثت ماري موراسيولي عن التّفاعل المستقبليّ بين الزّائر والحضور من خلال برنامج خاصّ بأمناء المتاحف في مركز الفنون ببيروت. ولكونها مربّية قدّمت دينا مطر نشاط معهد الدّراسات الإفريقيّة والشّرقيّة بجامعة لندن من حيث أنّه معهد رائد في الدّراسات المتعدّدة الاختصاصات وفي مناهج التّعليم والبحث الخلاّقة.
لقد أضفى المتكلّمون نفسا جديدا وقدّموا زوايا أخرى للنّقاش حول معاهد الفنّ والبنية التّحتيّة للثّقافة كما تمّ التّأكيد على ضرورة التّقييم المستمرّ وعلى تنمية مراكز الفنّ وتحسينها. ورغم أنّ المسائل الّتي وقع التّطرّق إليها كانت مختلفة ومتشابكة فإنّ جلّ المتدخّلين اتّفقوا على أهمّيّة التزام الزّائر وإسهام المجتمع وعلى ضرورة أن تكون هذه المؤسّسات فضاءات لتعليم كلّ ما هو محلّيّ ولكن بنظرة كونيّة.
وقد أطلق منتدى إبراز برنامجه السّابع ليتزامن مع مهرجان «جوّ» وفيه يستعرض العديد من المواضيع الّتي طرحت خلال النّدوة بما فيها مستقبل مؤسّسات الفنون وبنيتها التّحتيّة في المغرب العربيّ وفي الشّرق الأوسط عموما. وتجدون هنا ردود الفعل تجاه الأسئلة المطروحة في البرنامج وكذلك المقالات والمقابلات ومشاريع المبدعين. وبعد هذه النّدوة وما أفرزته من معرفة ستقوم إبراز بإحداث فهرس لشبكة المؤسّسات في المغرب العربيّ سيقع نشره في العام 2015.
ثمّ أقيم بعد يوم النّقاش هذا حفل في بالي ديرلانجي وهو قصر شيّد في القرن العشرين على هضاب سيدي بو سعيد وهو الان مكان تقام فيه الاحتفالات الموسيقيّة. وقد أحييت الحفل مجموعة من الموسيقيّين الّذين قاموا بالفضاء الدّاخليّ الفخم للقصر بتأدية أغان من المالوف وهو تراث موسيقيّ خاصّ بشمال إفريقيا في حين اختلط الضّيوف وتحدّثوا في شرفة القصر الّتي تطلّ على البحر المتوسّط. وفي اليوم الموالي عاد الزّائرون إلى المتحف الوطنيّ بباردو لينصتوا إلى كلمة الختام الّتي ألقاها السيّد الأزعر.
إثرها تمّ تنظيم جولة في الضّاحية الشّماليّة لتونس أين دعي الزّائرون إلى غداء في رواق المرسى بين أحضان أعمال فنّيّة لنضال الشّامخ وفخري الغزال وعاطف معطالّه. وكانت للمشاركين الفرصة لاكتشاف صالات عرض محلّيّة أخرى مثل رواق «فيولون بلو» ورواق سلمى فرياني الّتي قدّمت للزّائرين تباعا أعمال المبدعتين التّونسيّتين هالة عمّار ورجاء عيسى.
وقد لاحظ السّيّد الأزعر أنّه بالرّغم من أنّ هذه النّدوة والنّشاطات الّتي رافقتها لم تكن سوى حدث بسيط فإنّه قد عبّر هو وابنته لينا عن بالغ امتنانهم للمشاركين الّذين حضروا بكثافة في هذا الملتقى. كما عبّر كلاهما عن أملهما في عودة هذا المهرجان في العام المقبل بمزيد من النّجاح والتّألّق حيث من المنتظر أن يهتمّ بمسائل تتعلّق ببناء المؤسّسات الفنّيّة وبثقافة الفنّ في المنطقة.
برنامج جوّ تونس، الدورة الثانية
9 ماي/ ايار 2014
17:00 اعادة فتح رواق عتيقة للفنّ الإسلامي، سيدي بوسعيد
18:00 تدشين رواق غاية، سيدي بوسعيد
20:00 كوكتال افتتاح جو تونس
(بالدعوة فقط: contact@elisabetatudor.com)
10 ماي 2014
ملتقى الفن والثقافة في المغرب العربي، الدورة الثالثة:
مراكز الفن المعاصر وثقافة الجوار
المتحف الوطني بباردو، تونس
9:30 كلمة الترحيب، منصف بن موسى مدير المتحف الوطني بباردو
9:45 كلمة السيد كمال الأزعر، مؤسسة كمال الأزعر
المائدة المستديرة الأولى :مراكز الفن والثقافة المندمجة والإلتزام المدني
إشراف: معز سفطة (المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس)
10:00 - 10:45
— رضا موالي (مركز الفنون، دار المأمون، مراكش، المغرب)
— جميل عيساني (مركّب الفن بمتحف المياه، بجاية، الجزائر)
— عقيلة موهوبي (جمعية شواطئ، مرسيليا، فرنسا)
10:45 - 11:00 إستراحة
11:00 - 11:45
— عادل السعدني (مسالخ الدار البيضاء، المغرب)
— بشيرة تريكي (مركز الفنون بشيرة، سيدي ثابت، تونس)
— فاتن محواشي (دار الفنون تونس، تونس)
— محمد مرابطي (إقامة الفنانين المقام، المغرب)
12:00 - 12:30 نقاش
12:30 - 13:45 فطور
المائدة المستديرة الثانية: الفن التشاركي وفضاءات الإبداع
إشراف: ماري مونيك ستيكال (المعهد الفرنسي والتحالف الفرنسي ،نيو يورك)
13:45 - 15 :15
— فنسان بويغ (معهد البحث والتجديد، مركز جورج بومبيدو باريس، فرنسا)
— حسّان دارسي (ورشة سورس دو ليون، الدار البيضاء، المغرب)
— سهام بالخوجة (ناس الفن، تونس)
— بول فندنبورك (المتحف الملكي للفنون الجميلة، أنفارس، بلجيكيا)
— إليزابات سيستور (متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية MuCEM مرسيليا، فرنسا)
15:15 - 15:45 نقاش
المائدة المستديرة الثالثة: تثقيف المؤسسات المستقبليّة
إشراف: أنتوني داوني (مؤسسة كمال الأزعر،ورئيس تحرير إبراز، لندن)
15:45 - 16:45 تقديم إبراز للنشر، أنتوني داوني
حوار مع:
— آرون سيزار (مؤسسة دلفينا، لندن، المملكة المتحدة)
— ماري ميراكيول (مركز الفن، بيروت، لبنان)
— دينا ماطر (مركز الإعلام ودراسات الأفلام SOAS، لندن، المملكة المتحدة)
16:45 - 17:15 نقاش
11 ماي 2014
ملتقى الفن والثقافة في المغرب العربي، الدورة الثالثة:
مراكز الفن المعاصر وثقافة الجوار
المتحف الوطني بباردو ،تونس
المائدة المستديرة الرابعة :الفن و الاتصال
اشراف: نادية الزواري (فنانة وصحفية) وعلياء حمزة (صحفية)
09:30 -09:45 سرين قنّون وجيهان التركي (وزارة الثقافة)
09:45 - 10:00 عادل حميدة (هاوي جمع اعمال فنية)
10:00 - 10:45 حوار مع الرواقيين : باولو بيريلي (رواق الأمل ! المعاصر، المرسى) ،أسيا حمدي (رواق الكمان الأزرق، سيدي بوسعيد) ، عايشة القرجي (رواق القرجي، سيدي بوسعيد) ،ومنصف مساكني (رواق المرسى، المرسى)
10:45 - 11:00 نقاش
11:00 إختتام الملتقى، كلمة السيد كمال الأزعر، رئيس المؤسسة
لمزيد من الإرشادات يمكنكم الإتصال بـ: s.bidouh@kamellazaarfoundation.org
الملتقى منظّم بالتعاون مع «إبراز للنشر» و«المعهد الفرنسي، تونس».
جولة في أروقة الضاحية
المرسى
12:00 فطور في رواق المرسى و إفتتاح معرض « Survivances » لنضال الشامخ وفخري غزال وعاطف معطى الله
14:00 رواق الأمل !المعاصر، إفتتاح معرض «Heads 2» لمراد سالم وهالة لمين ومهدي بو عناني
سيدي بوسعيد
15:30 رواق أقورجي، عشرون على عشرون، معرض منفرد ليامن برهومة
16:30 رواق الكمان الأزرق، على الخيط، معرض منفرد لهالة عمّار
17:00 رواق سلمى الفرياني «Reflection» ، معرض منفرد لرجا عيسى
19:00 كوكتال غروب الشمس في الفيلا بلو سيدي بوسعيد
(بالدعوة فقط : contact@elisabetatudor.com)
لمزيد من الإرشادات يمكن الإتصال بـ: contact@elisabetatudor.com