مبادرات ثقافية في شمال افريقيا
والشرق الأوسط
مبادرات ثقافية في شمال افريقيا
والشرق الأوسط
ولد إدريس عواداهي سنة 1959 بالدّار البيضاء في المغرب الأقصى من أبوين جزائريّين. كان قد غادر المغرب في سنّ الرّابعة وعاش في منطقة القبايل في الجزائر إلى ان بلغ الثّالثة عشرة من عمره، ثمّ انتقل إثرها إلى الجزائر العاصمة ودرس هناك الفنون الجميلة. غادر عواداهي الجزائر في سنّ السّابعة والعشرين ليتابع دراسة الفن في باريس. واتم دراسته في أكاديميّة الفنون (Kunstakademie ) في دوسلدورف بألمانيا حيث يعيش الآن ويعمل منذ اكثر من عشرين سنة.
يقوم عواداهي برسوم وأعمال ذات جمال ينطوي على تناقضات ظاهريّة، وذلك باستعمال موضوع التّمدّن الصّارخ كنقطة لانطلاق أعماله الفنّيّة. ويعمل عواداهي في الوقت الرّاهن معتمدا على ثلاثة اوساط هي المناظر الطّبيعيّة والأسوار والطّرق السّفليّة. وفي كلّ واحد من هذه السّياقات نكتشف اهتمامه المركزيّ بالتّجريد الهندسيّ وبالرّسوم الشّفّافة كما نلاحظ إدراجه لمسألة الحجاب.
إنّ المناظر الطّبيعيّة الفسيحة والهندسيّة الّتي يقوم بها هي في الأصل تركيب للفضاءات والأماكن المألوفة لديه، وعادة ما تتّسم هذه المشاهد بغياب العنصر البشريّ فيها. أمّا السّهول والأراضي المنبسطة الّتي يجعلها في شكل طبقات ملتوية تشبه المتاهة فإنّها تخلق فضاءات ومشاهد مألوفة ومحيّرة في الآن ذاته. كما أنّ الدّقّة في الإنجاز لدى إدريس عواداهي تشي بهشاشة التّراكيب الّتي يرسمها.
قام إدريس عواداهي بمعارض فرديّة في نيويورك وسان فرانسيسكو في أمريكا ودوسلدورف في ألمانيا وإيستر في فرنسا. كما شارك أيضا في عدد من المعارض الجماعيّة كان آخرها معرض «الرجوع» (Le Retour) وهو المهرجان الدّوليّ للفنّ المعاصر بالجزائر العاصمة في دورته الثّالثة، كما قام بعرض رسومه في مدريد (Magreb: Dos Orillas Círculo de Bellas Artes) وفي بينالي البندقيّة الرّابع والخمسين تحت عنوان «مستقبل وعد» وفي بينالي القاهرة الثّاني عشر، وفي متحف الفنون في جامعة كولورادو بمدينة بولدر.