النسخ:

لقد كنّا نحن، وأنا، وأنت

سواء كنّا جبناء كنّا أو شجعانا

هم الّذين وجدوا طريقهم

إلى الرّكح ثانية

نحمل خنجرا وآلة تصوير

وكتاب الأساطير

الّذي لا تظهر فيه أسماؤنا*

ألفينا أنفسنا من جديد ومرّة أخرى وسط هذا الحطام. لقد كانت أزمة سرمديّة تركتنا معلّقين في منطقة الأرض الصّفر. وكانت القدرة على إعادة تخيّل العالم الّتي بدت لنا ممكنة منذ لحظة من الزّمن قد تبدّدت وأصبح مذاقها مرّا في أفواهنا. ولكن أليس مسرح هذا الأزمة المستمرّة هو فضاء قوّة الخيال والمقاومة المضادّة؟

 

كيف يمكن للأماكن والأشياء والخيال أن يموت؟ وكيف نستطيع إذا مواصلة استرجاع مادّة الحياة وإعادة تكوينها من بين الأنقاض؟

 

فلنعد الآن إلى موضوع الأنقاض نفسه، لنعد إلى تصوّر جديد، وإلى الإحساس الملموس بقدرة الزّمن الّذي لم يتحقّق.

 

لقد عدت هناك، إلى مكان لم أكن فيه أبدا. لم يتغيّر شيء ممّا لم يكن عليه.

 

* أدريان ريتش، «الغوص في الحطام»

سيرة الفنان

باسل عبّاس وروان أبو رحمة، ويبقى قناعي قويّا (2015). الحقوق محفوظة للفنّانين.

يعمل باسل عبّاس وروان أبو رحمة معا في مجال الصّوت والصّورة والتّنصيب والنّصّ والأداء. وتحاول ممارساتهما الفنّيّة الغوص في المشهد المعاصر الّذي يتّسم بالتّأزّم المستمرّ وبالوجود الأبديّ «للحاضر» الّذي ما انفكّ يتشكّل من خلال سياسة الرّغبة والكارثة. وقد عملا على تطوير جملة من الأعمال الّتي تتناول موضوع تعليق الزّمن الحاضر والبحث في الطّرائق الّتي يمكن من خلالها أن يتولّد مخيال جديد. وفي مشاريعهما وجد الفنّانان نفسيهما بصدد التّنقيب عن الرّوايات العرضيّة والأشخاص والإشارات العابرة، وتفعيلها وإعادة خلقها بغية جعلها مادّة لإعادة تصوّر الحاضر وإمكاناته.

 

ويشتغل الفنّانان على فكرة العودة وفقدان الذّاكرة ووهم سبق الرّؤية، ويحاولان من خلال ذلك الكشف عن الفرق بين الواقع والإسقاط (خيال، أسطورة، أمنية) وبين ما هو الآن وما كان يمكن أن يكون. كما تسعى ممارساتهما الفنّيّة الّتي تعتمد على البحث إلى سبر أغوار الصّدى المكانيّ والزّمانيّ للأزمنة الّتي تتباين في ظاهرها. وبشكل عامّ فإنّ مقاربتهما ترتكز أساسا على أخذ عيّنات (موجودة أصلا أو مبتكرة) في شكل صوت أو صورة أو نصّ أو شيء، وإعادة سبكها في صيغة «سيناريوهات» جديدة. والنّتيجة ممارسة تستجلي الإمكانات العميقة والمادّيّة للصّوت والصّورة والنّصّ والموقع، فتأخذ شكل تنصيبات متعدّة الوسائط وعروض سمعيّة بصريّة حيّة.

 

 

وقد قدّم الفنّانان أعمالهما في معارض فرديّة في متحف الفنّ المعاصر بفيلاديلفيا (ICA)، وفي ديوان الفنّ المعاصر في أوسلو، وفي أكاديميّة فنون العالم في كولونيا، وفي رواق نيو آرت إيكسشانج (New Art Exchange Nottingham) في نوتينغهام، وفي مؤسّسة دلفينا ورواق كارول/فليتشر في لندن. كما تمّ عرض أعمالهما الفنّيّة في رواق الفنون في فيينا، ومتحف الفنّ الحديث في فرصوفيا، وفي الدّورة الثّانية عشرة من بيينال الشّارقة الدّولي، وفي الدّورة الحادية والثّلاثين من بيينال ساو باولو، وفي الدّورة العاشرة من بيينال غوانجو، وفي الدّورة الثّالثة عشر من بيينال إسطنبول، وفي معرض القدس السّادس، ومعرض هوم ووركس (HomeWorks) في بيروت، وفي معرض فلسطين والبندقيّة في الدّورة الثّالثة والخمسين من بيينال البندقيّة. بالإضافة إلى تقديم عروض في متحف هامر بلوس أنجلوس، ودار الثّقافة العالميّة في برلين، وحيّ الفنون في فيينا، وفي رواق سيربينتاين في لندن، وفي الدّورة الرّابعة من ترينيال غوانجو، وفي معرض (TBA 21)  في فيينا، ومعرض (De Balie) في أمستردام، وفي المركز الثّقافيّ ببيروت، وفي المعهد الدّانماركي للأفلام في كوبينهاغن، وفي مركز الفنون المعاصرة (CCA) في غلاسكو.

 

تحصّلا في سنة 2015 على جائزة بيينال الشّارقة الدّولي، وعملا عضوين في أكاديميّة فنون العالم في كولونيا سنة 2013، وفنّانين مقيمين لدى مؤسّسة دلفينا في لندن سنة 2009. كما فازا بجائزة أبراج للفنون للعام 2016، وهما يعيشان ويعملان بين فلسطين ونيويورك.


test