تبدأ كلمة بارانويا بحرف الباء وتنتهي بالإشباع.
ينبغي أن تفتح فمك ثلاث مرّات. في البداية تنطق الباء لتفتح السّبيل إلى الإشباع، وفي المرّة الثّانية تعترض سبيلك الرّاء لتفتح فمك من جديد لإشباع آخر، وفي المرّة الثّالثة سيعيق هذا التّقدّمَ مقطع "نو" (لا بالإنجليزيّة). وفي النّهاية يأتي الإشباع الأخير والأطول، أو هو الأكثر موسيقيّة "ااا"، فيدعوك إلى إنهاء الكلمة بثغر مفتوح.
أن تفتح فمك فذلك تعبير عن الذّهول، أو هي إشارة إلى الصّدمة والفاجعة، أو الصّراخ (كما في لوحة "الصّرخة" للرّسّام إدفارد منك). كما يمكن أن تكون تعبيرا عن اللّذّة الجنسيّة أو صورة لشخص يفتح فاه بعد أن قام الجلاّد بصعقه بالكهرباء والبصاق عليه.
كنت قد دُعيت إلى تحرير ثلاثة تقارير حول عملي الّذي يحمل عنوان "أؤمن بحقّنا في أن نكون عابثين" (I Strongly Believe In Our right to be frivolous). ومن المفترض أن يبقى هذا التّقرير ظاهرا على الصّفحة الإلكترونيّة لمشاريع مؤسّسة كمال الأزعر، بينما لا يمكن رؤيّة التّقريرين الأوّلين مباشرة.
وأنا بصدد الكتابة، لم يكن باستطاعتي أن أتوقّف عن التّفكير بصوت عال، وعن التّساؤل بشأن هذه المسائل الممكنة:
ما الفرق بين إنجاز عمل فنّيّ والكتابة في شأنه؟ بين عرضه في فضاء ما وتعليقه بيديك على جدار حقيقيّ مثلا، وبين نشره على صفحات الفايسبوك أو في موقع افتراضيّ، كما هو الحال في الصّفحة الإلكترونيّة لمشاريع مؤسّسة كمال الأزعر، خاصّة عندما نكون على علم أنّ أيّ شخص في كلّ وقت وعلى مدار السّاعة يمكنه رؤية هذ العمل؟ طبعا ليس رؤيته على طبيعته وحقيقته، بل مشاهدة بعض من جوانبه وقراءة التّقارير الثّلاثة الّتي تتناوله، أو بالأساس تفحّص التّقرير الأخير في البداية، بما أنّه لا يمكن رؤيّة التّقريرين الأوّلين مباشرة.
عندما أعود إلى تقرير أو حتّى نصّ كنت قد كتبته قبل أسابيع حول عمل فنّيّ ما، كنت دائما ما أشكّ في مدى ملاءمته وصحّته، وأودّ أن أجري عليه بعض التّغييرات. ولكن في هذه الحالة يكون حينها الأوان قد فات. لذلك تعلّمت أن لا أعيد قراءة ما كتبته حول أعمالي الفنّيّة، وأن أستهجن شكوكي. ولكنّ هذا ليس من العدل في شيء، فقد بدا لي أنّه من الأفضل "ترك الأعمال تتحدّث عن نفسها". ولكن عندما يكتب الفنّان عن عمله، هل يعني ذلك أنّ العمل يتحدّث عن نفسه؟ سيصبح هذا الأمر معضلة مضاعفة، بما أنّ الفنّان سيحاول تأويل عمله الذّاتيّ من خلال الكشف عن نوع من الصّراع، وسيسعى إلى إظهار العمليّة الّتي يتحقّق من خلالها – كما في صنع الأفلام مثلا – والإفصاح عن اللّحظة الّتي يصبح فيها هذا العمل فنّا.
هل يمكن القول هنا إنّه "عوضا عن الهرمنوطيقا، فنحن نحتاج إلى شبقيّة الفنّ (erotics of art)"؟ بهذه التّساؤل تختم سوزان سونتاغ مقالها الشّهير بعنوان "ضدّ التّأويل".
أعتقد اعتقادا راسخا أنّ العمل الفنّيّ ينبض بالحياة، وأنّه يلزمه الوقت ليصبح ناضجا حتّى تتسنّى مشاهدته بشكل ملائم. يحتاج العمل الفنّيّ إلى التّفاعل مع الأشخاص الّذين يتأمّلونه ليحقّق استقلاليّته ويبوح بكلّ أسراره. في بعض الأحيان، يكتسب العمل الفنّيّ أبعادا ودلالات أخرى عندما يُعرض بعد عدّة سنوات.
ولكن كيف للفنّان الّذي يكتب تقريرا عن عمله أن يتعامل مع هذه اللّحظة الّتي يُنشر فيها على الإنترنات؟ وكيف لي أن أتعامل خاصّة مع عملي "أؤمن بحقّنا أن نكون عابثين"؟
وجدت أنّ التّقرير الثّالث هو أكثر التّقارير وطأة وشدّة، على خلاف التّقريرين الأوّلين الّذين استطعت كتابتهما بشيء من الخفّة ولم يتطلّب الأمر الكثير من التّفكير. يأتي هذا التّقرير الثّالث للبرهنة على أنّ العمل يشارف على النّهاية، وهو أمر غير هيّن بالنّسبة إليّ. فأنا أخوض صراعا دفينا حتّى أراه يكتمل ويتبلور.
وأنا بصدد العمل على مشروع "أؤمن بحقّنا في أن نكون عابثين"، كنت دائما أستمتع بذلك الإحساس بالاستمراريّة، وبأنّ العمل ربّما لن يُكتب له أن ينتهي. في الواقع، انتابني هذا الشّعور مع كلّ عمل أقوم به إلى حدّ الآن. كنت أتخيّل في كلّ مرّة أنّني سأقوم بهدا العمل إلى ما لا نهاية، حقيقة إلى ما لا نهاية!
منذ سنة 2013، التقيت في المرار العديدة بالكثير من الأفراد والأسر من المهجّرين. بدأت القصّة عندما انقلبت الثّورة السّوريّة إلى حرب دامية، ونتج عن ذلك قدوم حوالي المليون ونصف المليون لاجئ إلى لبنان. في البداية كنت ألتقي بالنّاس كطريقة للتّرحيب بكلّ هذه الوجوه الغريبة والجديدة في بيروت، ولمناهضة كلّ أشكال الميز العنصريّ، ومساعدة هؤلاء اللاّجئين على تخطّي العقبات الكثيرة الّتي اعترضتهم عندما حطّوا الرّحال على الأراضي اللّبنانيّة. لم يكن الوافدون من سوريا يعلمون أنّ لبنان بلد منكوب على خلاف ما كانوا يسمعونه عنها عند مشاهدتهم للتّلفاز قبل سنة 2011، وعلى خلاف الصّورة الّتي رسموها عن البلاد قبل المجيء والعيش فيها. علاوة على ذلك، فإنّ التّاريخ الّذي يربط بين البلدين هو تاريخ معقّد الجوانب. فبالرّغم من وجودهما في نفس البوتقة والمحنة، لم يكن السّوريّون واللّبنانيّون قادرين على النّظر إلى الأشياء دون تعصّب وأحكام مسبقة. فالكارثة كانت تعقبها الكارثة، ولم يكن يوجد لدينا متّسع من الوقت للتّفكير والتّأمّل في الأشياء، حيث كان التّأمّل بذخا لم يكن باستطاعتنا توفيره في ذلك الوقت.
في العام 2015، أجبر العديد من الأصدقاء السّوريّين الّذي التقيتهم في لبنان على الهروب إلى أوروبّا، لأنّه انطلاقا من تلك السّنة كان عليهم توفير الضّمانات وأسباب الكفالة ليُسمح لهم بالإقامة في لبنان، بالإضافة إلى استيفاء الأوراق الإداريّة المُكلفة. زيادة على ذلك، ربّما يتمّ استدعاء الشّباب منهم إلى الخدمة العسكريّة في سوريا، فأدركوا أنّ وضعهم هشّ جدّا في لبنان، لأنّه إذا ما حصل أيّ شيء سينتهي بهم الأمر إلى إعادتهم إلى الجيش السّوريّ أو إحدى الفصائل المقاتلة هناك. وإذا ما بقيت وضعيّتهم غير شرعيّة (حتّى ولو كانت شرعيّة) فسينتهي بهم المطاف إلى الإيقاف والزّجّ بهم في السّجون اللّبنانيّة المظلمة والعنصريّة. لذلك اقتفيت خطاهم، وذهبت لملاقاتهم هناك في المخيّمات الّتي استقبلتهم فيها مختلف البلدان الأوروبيّة لأوّل مرّة.
في البداية أردت أن أتفقّدهم، وأتأكّد ما إذا كانوا بخير. ولكنّني علمت سريعا وللأسف أنّه ينبغي عليهم في هذه المخيّمات أن ينتظروا مدّة زمنيّة فيها الكثير من العبثيّة قبل أن يتحصّلوا على صفة لاجئ، بينما كنت أدرك جيّدا أنّ أغلبهم ليسوا لاجئين في لبنان، وأنّهم لا يستسيغون نعتهم بهذه الصّفة. ولكن عندما اتّجهوا إلى أوروبّا، كانوا يتمنّون أن يتمّ الاعتراف بهم كلاجئين في ما يسمّى القارّة العجوز.
وشيئا فشيئا، ولدى زيارتي لبعض الأصدقاء المقرّبين في المخيّمات وتقضية بعض الوقت في عديد الأماكن – بداية من الشّمال ثمّ الاتّجاه جنوبا حتّى الوصول إلى بيروت (من النّرويج إلى هولاندا وألمانيا واليونان وتركيا) – التقيت باللاّجئين ليس فقط من سوريا طبعا، بل قدم العديد منهم من أفغانستان وإثيوبيا وأريتريا والصّومال، دون أن أنسى ذكر العراق وإيران وعديد البلدان الأخرى.
وإثر زيارة العديد من المخيّمات ومعاينة أسلوب حياة النّاس خارجها، أدركت وللأسف أنّ كلّ مجموعة عرقيّة تنطوي على نفسها ولا تختلط مع المجموعات الأخرى. من المؤكّد أن للّغة والثّقافة والتّاريخ المشترك دورا أساسيّا في هذه العزلة، ولكنّ الأمر أعمق من ذلك. الأمر المهمّ هو أنّني فهمت أنّه لمواصلة عملي من أوروبّا كان عليّ أن ألتقي بأشخاص من مختلف المجموعات العرقيّة، بما أنّهم هناك ولا يمكنني تفويت هذه الفرصة للالتقاء بهم. كنت كذلك أفكّر في ترتيب بعض اللّقاءات بينهم للتّشجيع على الامتزاج والاحتكاك في ما بينهم. كنت أتساءل عمّا إذا كنت سأنجح في ذلك. في اليونان، عملت مع جمعيّة رائعة اسمها 'ميليسا'، وكان الأمر مذهلا بالفعل لأنّها كانت ترفض العمل إلاّ مع اللاّجئين السّوريّين. كانت هذه الجمعيّة بمبادرة من ستّ نساء من أثينا، من بينهنّ خمسة مهاجرات كنّ قد تحصّلن على تصاريح إقامة، وكانت وثائق الجنسيّة لديهنّ بصدد الإعداد (حتّى وإن قدمن من الفيليبيين والصّومال وأكرانيا منذ خمسة عشر سنة وقاموا في اليونان بكلّ أصناف العمل الشّاقّة).
لم أقم في لبنان برسم اللاّجئين فحسب. فقد كانت لمجموعة الأفراد السّوريّين الّذين التقيتهم وضعيّات مختلفة: انطلاقا من الدّكاترة في الجامعة الأمريكيّة (الّذين كانوا يحتاجون إلى تصاريح إقامة في لبنان، وكانوا يمرّون بكلّ أشكال الجزع لتجديد هذه التّصاريح كلّ بضعة أشهر)، ووصولا إلى النّاشطين السّياسيّين غير الشّرعيّين، والشّباب الّذي يعمل في الحانات أو مؤسّسات الفنّ أو الّذين يساعدون اللاّجئين في المخيّمات ويعملون بكدّ للهروب من صفة اللاّجئ الّتي تلتصق بهم، محاولين تنمية قدراتهم في مكان صعب ولكن ثريّ مثل بيروت. وهو ثريّ في ظلّ وجود مجموعات تختلط في ما بينها وتكدّ للبقاء على قيد الحياة وتسعى لإبلاغ صوتها والاعتراف بها، ولكن أيضا بوجود مجتمع مدنيّ نشط رغم انعدام أيّ نشاط أو تدخّل من طرف هذه الدّولة الطّفيليّة الّتي كثر فيها الفساد.
غير أنّني لاحظت أنّ السّوريّين الّذين تسجّلهم منظّمة الأمم المتّحدة وتعترف بهم كلاجئين لم يكن لهم أيّ مشكل في أن يوصفوا كذلك. فهم عادة ما ينتظرون مكالمة هاتفيّة من المنظّمة لإرسالهم إلى كندا أو إلى بلد أوروبّيّ، والمحظوظون منهم ربّما ذهبوا الآن إلى هذه البلدان. وهم يفضلّون كندا على البلدان الأوروبّيّة لأنّهم يعتقدون أنّ فيها فرصا أحسن للعيش وأنّهم سيعاملون فيها بشكل أفضل، حيث كان المسؤولون الكنديّون دائما ما يعبّرون عن تضامنهم مع اللاّجئين السّوريّين. وكنت قد التقيت مثلا ببعض اللاّجئين الّذين وقع تسجيلهم في ألمانيا، ولكنّهم حاولوا الهرب (دون جدوى) إلى كندا عبر مطار في النّرويج. وفي بيروت لاحظت أنّ المفوّضيّة العليا لشؤون اللاّجئين تختار أكثرهم كفاءة ومهارة وتدعوهم للذّهاب إلى كندا أو ألمانيا أو السّويد أو أيّ مكان آخر، ويتركون الآخرين ينتظرون لسنوات طويلة. أليس من الظّلم التّعامل مع ملايين اللاّجئين بهذه الطّريقة؟ وفي بعض الأحيان تتوقّف المكالمة الهاتفيّة الّتي يمكن أن يتلقّاها اللاّجئ على انتمائه العرقيّ.
في بيروت أو أوروبّا، كنت كلّما التقيت بأحدهم نجلس سويّة ونشرع في أخذ الملاحظات عن حديثنا، ثمّ أخطّ صورة شخصيّة له. وأركّز في هذه الصّورة على بعض التّفاصيل مثل اليد، أو شيئ حدّثني عنه أو شيء يعتقد فيه، أوحتّى أغراض يطلبون منّي أن أرسمها بجانب صورهم الشّخصيّة.
كانت مقابلاتنا مثل الأحاديث المسجّلة، وكلّ حديث يستدعي تبادلا للأفكار ولحظة التقاء وتفاهم. وحين لا يستوعب أحد منّا ما يقوله الآخر يسأله: ماذا قلت؟ أو ماذا تعني بذلك؟ وأعتقد في أهمّيّة هذا الجانب من العمل.
كنت أكتب وأرسم لقاءاتنا على دفتر أصفر، وقد اخترت اللّون الأصفر لأنّه ببساطة هو اللّون السّائد للدّفاتر في المكاتب ومتاجر الكتب في لبنان. لقد كانت المفكّرة هي الأداة الّتي دائما ما أحملها معي عند الالتقاء بالنّاس لمحاورتهم، أو عندما كنت أجري أبحاثا تتعلّق بعملي. كنت مولعا بها لأنّني كنت أنقر بإصبعي على الصّفحات فتنساب بشكل رائع. لم أكن أريدها بيضاء (حتّى لا أواجه صفحة أو لوحة رسم بيضاء نمطيّة)، ولا زرقاء أو زهريّة اللّون (كما هو الحال في بطاقة الهويّة التّركيّة: زرقاء للذّكور وزهريّة للإناث)، كما أنّ هذا الدّفتر يسمح بالتّصوير والكتابة لأنّ فيه خطوطا كثيرة. وهو بالإضافة إلى كلّ ذلك من أجود أنواع الدّفاتر الّتي تُصنع محلّيّا في لبنان.
وبذلك تصبح الورقة الصّفراء مثل النّسيج الّتي يتأسّس عليها العمل الفنّيّ، فأحملها معي حيثما ذهبت. وحين أنسى حملها أستعمل دفترا آخر ولكن بشكل استثنائيّ، أو أيّ أوراق أخرى أعثر عليها. في أثينا مثلا، كان عليّ أن أستعمل دفترا آخر لأنّني نسيت دفتري الخاصّ، فوجدت مفكّرة محلّيّة تشبه إلى حدّ بعيد الدّفتر الأصليّ، غير أنّ صفحاته كانت بيضاء وتتخلّلها أشرطة رماديّة.
أمّا بالنّسبة إلى التّطريزات، فقد قمت ببعض البورتريهات الّتي رسمت "جوهرها" على قماش لونه بيجيّ، وكنت أطرزها وأوشّيها بمساعدة بعض النّساء اللاّجئات (لمعرفة تفاصيل أكثر يمكن الرّجوع إلى التّقرير السّابق). وفي تلك المرحلة أيقنت أنّ التّطريز الّذي أقوم به هو في نهاية المطاف أمر ذاتيّ، ويمكنني مواصلة العمل بمفردي لاستكمال كلّ التّطريزات، على أمل أن تُعرض هذه الأعمال في أثينا العام المقبل.
ولكن مهلا، هل لي أدنى فكرة عن الطّريقة الّتي سأنهي بها هذا التّقرير؟
حين يكتب الفنّان حول فنّه، هل يعني ذلك أنّ العمل يتكلّم عن نفسه؟ ولكن في هذا السّياق، أعتقد مرّة أخرى أنّ الفنّان "يتظاهر" بالخروج من بوتقة العمل الفنّيّ والكتابة في شأنه وكأنّه غريب عنه، أو هو متفرّج جديد.
"أهلا، لست أنا من قام بهذا العمل الفنّيّ، لذلك فإنّني قادر على الكتابة بشأنه وبطريقة جافّة" الفنّان.
أو ربّما يمكنني القول إنّني بصدد كتابة هذا التّقرير وأنا أتجسّس على ذاتي. وعوض أن أسلّمه إلى النّظام أو إلى الطّاغية، أو بالأحرى حرس الطّاغية، أو ربّما إلى أمير من أمراء داعش، فسأنشره في المواقع الإلكترونيّة. للطّاغية أو الأمير وحرسهم الحرّيّة في مشاهدته أو التّغافل عنه، فالدّيكتاتور مشغول جدّا ولا يمكنه قراءة ما أكتب. ولكن لهم الاختيار في كلّ الأحوال. وماذا عن القاعدة في أفغانستان؟
يمكن أن يكون الطّاغية أيّ شخص منّا وفي أيّ مكان، وعندما تشرع في رحلة من البارانويا ستدرك أنّه لا وجد لحدود تقيّدنا، بما أنّنا نعيش في زمن الإنترنات وصفحات الفايسبوك، خاصّة تلك الّتي تصلنا من المناطق المنكوبة، فهي تعوّل كثيرا على هذه الصّفحات وتعيش بانغماس كامل فيها.
سؤال يخامرني هذه الأيّام: هل نلتقي بالنّاس لإضافتهم بعد ذلك على قائمة أصدقاء الفايسبوك؟ هل نكتب على الفاسيبوك للكشف عمّا يختلج بصدورنا؟ أم هو "عرض" لما نفكّرأو نشعر به؟ وهذه مسألة أخرى ننهي بها هذا التّقرير ونحن شاكرون.
سيرة الفنان
Mounira Al Solh's visual practice embraces video, painting, embroidery and performance. Integration of social and political themes grounded in daily life are reflected in research, as well as in production and presentation of work and in the role of the investigative organizer Mounira has. Al Solh's art aspires to ask large questions in small places, operating according to Ginzburg's notion of microhistory. Humor is surprisingly an integral part of the artist's work, concealing trauma in laughter as a way to process it.
As the editor of NOA (Not Only Arabic) magazine, a performative gesture co-edited with collaborators such as Jacques Aswad and Mona Abu Rayyan, and of NOA language school (with Angela Serino), Al Solh examines topics such as treason, arrest, fragmentation of language and schizophrenia in dialogue with artists and writers.
Her work has been displayed in exhibitions at the Venice Biennale, Sfeir-Semler Gallery, Beirut; Kunsthalle Lisbon, Portugal; Art in General, New York; Lebanese Pavilion at the Venice Biennial; Homeworks, Beirut; The New Museum, New York; Haus Der Kunst, Munich; Manifesta 8, Murcia, Spain; The Guild Art Gallery, Mumbai; Stedelijk Museum Bureau Amsterdam, The Netherlands; Al Riwaq Art Space, Manama, Bahrain; Kunst-Werke Institute for Contemporary Art, Berlin and the 11th International Istanbul Biennial.
In 2003 she was awarded the Kentertainment Painting Prize in Lebanon and her video Rawane's Song received the 2007 jury prize at VideoBrasil. She is Uriot Prize winner at the Rijksakademie, and was nominated for the Volkskrant Award in the Netherlands in 2009. Most recently she has been shortlisted for the Abraaj Group Art Prize, 2015.
Mounira Al Solh studied painting at the Lebanese University in Beirut (LB), and Fine Arts at the Gerrit Rietveld Academy in Amsterdam (NL), where she was also research resident at the Rijksakademie in 2007 and 2008.
Al Solh teaches as a guest in various art schools in the Netherlands and in Beirut, and she is represented by Sfeir-Semler Gallery, Beirut & Hamburg. She lives and works between Amsterdam and Beirut.