يدعو معرض 'ظل' لزينب الهنشيري إلى إعادة التفكير في حدود العزلة والتكنولوجيا الحديثة من خلال سرد مفكك ومتشضّي.
ويُعد 'ظل' عملا فنيا استكشافيا مشوّقا يبحث في تأثيرات العزلة على الإنسان. ومن خلال هذا المعرض تدعو الفنانة المتفرج إلى إعادة التفكير في حدود مساحاتنا وأجسادنا وإرثنا.
ومن خلال سلسلة من مقاطع الفيديو وشذرات من الخطاب الداخلي وعرض آدائي مسرحي، تتناول زينب الهنشيري بالبحث والتفكير العزلة في جوانبها الجسدية والمجازية. ويقف المتفرج من خلال متابعة قصة أمل، الشخصية المحورية في هذا العمل، وجها لوجه مع تأثير الوحدة على الجسد وعلى الانفعالات النفسية. وبصرف النظر عن القصة المؤثرة والمؤلمة لأمل، يطرح معرض 'ظل' أسئلة عميقة حول بناء الذات في مجتمع يدفعنا، عن غير قصد، إلى الانغلاق على أنفسنا. ذلك أن نمط الحياة التي نحياها راهنا والتكنولوجيا الحديثة التي ما فتئت تغزو حياتنا إلى إحداث تغيير جذري وعميق في طريقتنا في الوجود.
هل نحن إزاء حضارة جديدة؟ كيف لنا أن نحافظ على ارتباطنا بأنفسنا وبالآخرين عندما نعيش في وحدة؟ كيف يمكننا مواجهة ظلنا دون أن نفقد إنسانيتنا؟
معرض 'ظل' يمثل دعوة الى التفكير والتأمل في الذات. وتحثنا زينب الهنشيري، من خلال استكشاف التضحيات التي يجب علينا أن نقدمها لنصبح أفاتارًا (صورة رمزية)، على التفكيرمجددا في حدود العزلة والنظر في كيفية الحفاظ على اتصالنا بالآخرين وبأنفسنا وبيئتنا في هذا العصر، الذي تتلاشى فيه حدود الواقع تدريجيًا.
حظي عمل زينب هنشيري "ظل" بدعم من مؤسسة كمال لزعر الصندوق العربي للفن والثقافة.
السيرة الذاتية للفنانة
زينب الهنشيري فنانة تونسية من مواليد 1992، ممثلة وباحثة في علوم النفس.
تجمع الفنانة في عملها الفني بين الفنون المرئية والفنون الحية مع إضفاء مقاربة فكرية مبنية على علم النفس التجريبي. كما تحاكي أعمالها عناصر الطبيعة والكائن البشري في علاقة بجسده ومحيطه من خلال الفنون المرئية والتنصيبات الفنية وكذلك فن الأداء الحي.
في علاقة بإشكاليات الجسد تستند الفنانة زينب الهيشري إلى المنهج الفكري المبني على مسألتي الإدراك أو التقبل والزمن. كما تتطرق من خلال ابداعاتها إلى مسألة الانفصام بين ما نحن عليه وما نرنو أن نكون عليه ونظرة الآخر.
عُرضت أعمالها الفنية في أماكن عدّة كمعهد العالم العربي بباريس ومؤسسة دار تونس والرواق الفني Temps de pause وكذلك بتونس بفضاء قاعة الفن الرابع والمحطة الفنية ب7ل9 ومؤسسة تونس من أجل التنمية.